مع الزحام وتكدس الحياة تفقد العديد من الأمهات والآباء أعصابهم ليعاقبوا أبناءهم على شقاوتهم بالضرب، بمختلف الوسائل سواء اليد أو العصا أو أى وسيلة، ظنًا منهم أنها أفضل وسيلة لتربيتهم بها، ومع ظهور بعض الدراسات التى تدعو إلى الحد من الضرب، يبقى سؤال هو الضرب صح ولا غلط؟ هو أكثر الأسئلة التى تدور فى عقل الأمهات للوصول لتربية صحيحة لأبنائها بدون مشكلات.
وتجيب “مى علوى” أخصائية التربية، على هذا السؤال قائلة: “كل ما يؤثر على الطفل نفسيًا وبدنيًا هو خطأ، بسبب نتائجه السلبية التى تظهر مع الطفل فى كل مراحل عمره، لذلك الضرب بكل صوره بسيطة كانت أو قاسية يمثل خطرًا كبيرًا على نفسية الطفل وقد تصيبه بالأمراض العضوية أيضًا.
وتابعت: فى حالة خطأ الأم وعقاب طفلها بالضرب الخفيف عليها بعد الهدوء الاعتذار له حتى لا يعتاد على أن الضرب من الأشياء المباحة والتحدث مع طفلها لتعريفه بالخطأ الذى ارتكبه على أن يقوما بالاتفاق بعدم تكرار هذا الفعل مرة أخرى، فالتعامل بشكل إيجابى مع الوقت يعطى تأثيرًا جيدًا فى سلوك الطفل، وكلما بدأت الأم هذا الشكل الإيجابى من عمر صغير للطفل كان التأثير أسرع.
وأضافت “مى”، أفضل وسيلة عقاب على الإطلاق هو تربية الطفل على تحمل المسئولية، على سبيل المثال، بدلاً من الضرب والعقاب البدنى وأصوات الصراخ التى تقوم بها الأم عندما يكسر أحد الأبناء شىء فى المنزل تقوم الأم بالتحدث مع الطفل بهدوء حيث يقوم الطفل إذا كان يأخذ مصروف بتجميع الأموال لشراء بدلاً منها، وهنا سيتعلم الطفل أن كل ما يقوم بفعل خاطئ أنه سيتحمل نتائجها، وهذه الطريقة تستمر معه طيلة حياته حيث يتعلم طرق تحمل المسئولية.
وأشارت “مى” إلى أن طريقة الحديث ودرجة تحمل المسئولية تختلف على حسب سن الطفل، ويعتبر تحديد موعد للمذاكرة وآخر للعب هو أفضل الحلول حتى تمر كل أم فى المراحل التعليمية بهدوء وبدون خناقات، وفى حالة خلل الابن بالاتفاق على الأم إيقاع العقاب الإيجابى عليه عن طريق حرمانه من الخروج نهاية الأسبوع أو الذهاب للنادى أو أى شىء يفضله الطفل، مع ملاحظة تأكيد الأم حبها له وأن هذا العقاب ما هو إلا رد فعل طبيعى لمن يقوم بنقض الاتفاق وكل ما تقوم به هو حب له.