كشف علماء بمؤسسة “كايزر بيرماننتي” الطبية بالولايات المتحدة، عن المدى الزمني لفاعلية لقاح “موديرنا” ضد فيروس كورونا، إذ قُدرت مدة الفعالية بخمسة أشهر بعد تلقي الجرعة الثانية من اللقاح. ووثق الباحثون نتائج أبحاثهم في دراسة نُشرت حديثا بمجلة “ذا لانسيت ريجونال هيلث” الطبية، أكدوا فيها أن لقاح موديرنا يبقى فعالا لمدة 5 أشهر بنسبة 87 بالمائة ضد عدوى “كوفيد-19″، و96 بالمائة ضد الاستشفاء، و98 بالمائة ضد الوفاة بكورونا. وقالت كاتيا بروكسفورت، وهي باحثة مساعدة في قسم الأبحاث بمؤسسة “كايزر بيرماننتي”: “يقدم هذا البحث دليلا مطمئنا على الفعالية العالية للقاح موديرنا في الوقاية من العدوى، والاستشفاء، والوفاة جراء الإصابة بكورونا”. وأضافت في بيان صحفي: “كان أحد الجوانب المهمة لهذه الدراسة، هو أنها تضمنت أكثر من 700 ألف شخص بالغ متنوعين عرقيا، ولديهم مجموعة واسعة من الحالات المرضية، بما في ذلك الأمراض المزمنة، وأمراض المناعة الذاتية”. وتضمنت جهود العلماء، متابعة نحو 350 ألف شخص تلقوا جرعتين من لقاح موديرنا، وحوالي 350 ألف شخص آخر غير محصنين؛ حسب العمر والجنس والعرق. وتلقى الأشخاص الذين أخذوا اللقاح، جرعتين من موديرنا في المدة بين 18 ديسمبر 2020 إلى 31 مارس 2021. وتمت متابعة الأفراد في كلا المجموعتين حتى 30 يونيو 2021. من جانبه، قال الباحث بقسم الأبحاث والتقييم في “كايزر بيرماننتي” وكبير مؤلفي الدراسة، هونغ فو تسينغ: “تضيف هذه الدراسة دليلا على فعالية لقاح موديرنا، لا سيما بين عامة السكان”. واستكمل: “تابعنا هؤلاء المرضى الذين تم تطعيمهم بالكامل حتى يونيو 2021، وهي فترة تداخلت مع ظهور متحور دلتا في الولايات المتحدة”، لافتا إلى أن المتابعة طويلة المدى جارية “لتحقيق تقييم أفضل عن استدامة الحماية”. موديرنا و”أوميكرون” يشار إلى أن الدراسة الجديدة التي أجراها مركز الأبحاث بمؤسسة “كايزر بيرماننتي” تم تمويلها من قبل شركة موديرنا، وأجريت في الوقت الذي لم يكن متحور أوميكرون قد ظهر بجنوب إفريقيا؛ لذا لم تتطرق الدراسة للمتحور الجديد. فيما كانت المتحورات الأكثر انتشارا وقت إجراء الدراسة هي: ألفا (42 بالمائة)، وإبسيلون (18 بالمائة)، ودلتا (12 بالمائة)، وجاما (9 بالمائة)، مع زيادة دلتا إلى 54 بالمائة بحلول يونيو 2021. وفي تصريحات حديثة لرئيس شركة صناعة الأدوية “موديرنا”، ستيفان بانسل، استبعد أن تكون اللقاحات المضادة لفيروس كورونا فعالة ضد متحور “أوميكرون” الجديد، كما كان الأمر بالنسبة للسلالة “دلتا”. وفي مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز”، قال بانسل: “على ما أعتقد، لا يوجد عالم تكون (الفعالية) فيه بنفس المستوى الذي كان لدينا مع سلالة دلتا”. وأضاف موضحا: “أعتقد أنه سيكون هناك قصور جوهري. لا أعرف مقدار ذلك لأننا بحاجة إلى انتظار البيانات، لكن جميع العلماء الذين تحدثت إليهم، ذهبوا إلى أن هذا لن يكون مناسبا”.