تشهد مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال غرب العراق، تسجيل حالات بداء الفطر الأسود، خاصة بين مصابين بفيروس كورونا المستجد، ووفق مصادر طبية في المدينة، رفضت الكشف عن اسمها، فإن ثمة عدة حالات مسجلة، وسط شح الأدوية الخاصة لمعالجة هذه العدوى البكتيرية.
وتنتشر في منصات التواصل الاجتماعي العراقية، مناشدات من قبل ذوي المصابين لمساعدتهم، كون الأدوية والحقن الخاصة بمعالجة المرض مرتفعة الثمن .
وتواصل موقع “سكاي نيوز عربية” في هذا السياق، مع زوج إحدى المريضات في الموصل، التي هي في حالة حرجة حيث يقول مشهل أحمد: “زوجتي التي كانت مصابة بفيروس كوفيد – 19، تعاني الآن من داء الفطر الأسود، حيث كانت تعالج في المستشفى الجمهوري بالموصل، لكننا أخرجناها منه بعد نفاد الحقن الخاصة بمعالجة هذا المرض، حيث هي بحاجة لنحو 150 حقنة بمعدل 10 حقن يوميا”.
ويشرح معاناتهم بالقول: “لم تتبق حقن مضادة في كافة مستشفيات الموصل، وقد تمكنا من جمع نحو 50 حقنة من مختلف تلك المستشفيات، لكن هذا العدد لا يكفي سوى لنحو 3 أيام فقط، بينما هي بحاجة لأخذ هذه الحقن علاوة على أكثر من 100 حقنة اضافية فضلا عن تلك المتوفرة لدينا الآن”.
ويضيف أحمد: “سعر الحقنة الواحدة من الصيدليات هو 215 ألف دينار عراقي، وهو ما يعادل نحو 150 دولارا أميركيا، وبذلك فإن تكلفة إتمام علاج زوجتي تبلغ أكثر من 20 مليون دينار عراقي، ما يعادل 15 ألف دولار أميركي، وأنا لا أملك مالا، ولا أستطيع شراءها”.
ويناشد أحمد الجهات الحكومية المعنية، بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة زوجته وبقية المصابين، عبر توفير الحقن اللازمة لمعالجتهم، كون أسعارها خيالية وتفوق قدرة الناس على شرائها كما يقول في حواره مع موقع “سكاي نيوز عربية”.
من جهته يقول طبيب يعمل في القطاع الصحي الحكومي داخل مدينة الموصل، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “ثمة تهويل ومبالغات في خطورة الوضع، وعدد الحالات التي هي عموما حالات فردية، ولا ترقى كي تشكل مؤشرا لحدوث موجة واسعة”.
ويضيف الطبيب الذي طلب عدم كشف اسمه: “نعم هناك شحة في الأدوية المضادة، لكن مع الأسف فإن بعض الحالات المتقدمة، لا بد من التدخل الجراحي لمعالجتها، وانقاذ حياة المرضى”.
ويعلق مواطنون عراقيون بسخط من رواد منصات التواصل الاجتماعي، على ما يحدث من انعدام الحقن المضادة للفطر الأسود في مستشفيات الموصل الحكومية، محملين الجهات الصحية المسؤولية كون هذا الداء الفطري ينتشر في العراق منذ أشهر طويلة، ما كان يقتضي من وزارة الصحة، إعداد العدة لمواجهته وتوفير كميات كبيرة من الأدوية والحقن المضادة له، لا أن يتم ترك المرضى لمصيرهم هكذا.
وكانت قد سجلت عدة حالات إصابة ووفيات بداء الفطر الأسود، في العديد من المحافظات العراقية، طيلة الأشهر الماضية.
والفطر الأسود، بحسب منظمة الصحة العالمية مرض نادر للغاية، لا يحدث من خلال انتقال العدوى من شخص إلى آخر. ولا يصيب سوى الذين يعانون من ضعف شديد في المناعة.
وتحدث الإصابة نتيجة التعرض للفطريات الموجودة في البيئة المحيطة، عند استنشاق الميكروبات التي تنتقل بعد ذلك حتى تصيب الرئتين والجيوب الأنفية، وتنتشر حتى تصل إلى الدماغ أو العينين.