قامت إحدى الدراسات ببحث أسباب فشل القضاء على العادات السيئة مثل شرب الكحول، وتناول الأطعمة المؤدية إلى السمنة، وقلة النشاط البدني، والتدخين، ووجدت أن هناك 5 أخطاء ترتكب عند محاولة تغيير هذه العادات من قبل الأشخاص أو الحملات التوعوية المختلفة.
تتضمن هذه الأخطاء ما يلي:
1. الاعتقاد أن تغيير السلوك يتعلق ببساطة بإجراء تغييرات بسيطة و اختيار الخيارات الجيدة
عمليات التغيير مثل القيام بالإقلاع عن التدخين أو إنقاص الوزن تتطلب حافزاً ودعماً مستمرين. وما يتغافل عنه الناس أن السلوك البشري يأتي نتيجة تفاعل عوامل عدة هي العادة، والبيئة المحيطة، والقرارات التي تبنى على التفكير والحسابات.
وبالنسبة للبيئة المحيطة، فهي تصعب التغيير بسبب انتشار السلع المربحة مثل الأطعمة الغنية بالسكر، والأطعمة الدهنية، والمشروبات الكحولية ، والتبغ.
2. الاعتقاد أن الأمر متعلق بإيصال الرسالة الصحيحة للناس وباللغة التي يفهمونها. (أسلوب الدعاية)
اتباع الطريقة الدعائية في الحملات التوعوية للمحافظة على الصحة لم تكن ذات جدوى واسعة، لأن هذه الطريقة الدعائية يجب أن تكون فقط فرع واحد من خطة أكبر لنجاح التغيير.
3. استخدام الأطباء لنصح الناس لتغيير العادات الصحية (أسلوب علاقة الطبيب والمريض)
بفبد الطبيب المرضى المصابين بالأمراض الحادّة أو المؤقتة التي لا يعلمون الكثير عنها، ولكنه قد لا يفيد الأشخاص بما يتعلق بالأمراض المزمنة التي يعلمون الكثير عنها، وقد لا يفيدهم بما يتعلق بتغيير عادة متجذرة في سلوكهم منذ سنين طويلة.
وبالمختصر فإن إعطاء الناس المعلومات لا يؤدي بالضرورة إلى تغييرهم.
4. الاعتقاد أن الأشخاص سوف يتصرفون بعقلانية
يعتقد البعض أن الأشخاص قد يتصرفون بعقلانية تجاه حياتهم وقراراتهم، وأن كل تصرف من الإنسان مبني على أساس دراسة لكل السيئات والحسنات.
كما يُعتقد أن تقديم الأدلة والمعلومات للناس سوف يغيرهم، بكل وضوح الناس لا تفعل ذلك بهذه البساطة، فعلى سبيل المثال، الكثير من المدخنين يعلمون مضار التدخين، ويعلمون أنهم يجب أن يقلعوا عنه، ولكن قد لا يفعلون ذلك مباشرةً، لأن عملية الإقلاع عن التدخين تمر بخطوات عدة قبل تحقيقها.
كما أن العديد من الأشخاص قد يفشلون في اتباع نظام غذائي معين، ليس لأنهم لا يعلمون فوائد النظام الغذائي الصحي، ولكن لأن المعرفة لوحدها لا تكفي.
التغييرات في عادات التدخين، وتناول الطعام الصحي، واستهلاك الكحول، وممارسة النشاط البدني تتطلب عمليات مدمجة في الحياة الاجتماعية وتدريب متواصل على العادات الجديدة، وليست هي قرار معين نتج عن معرفة معلومة معينة.
التدخين، والأكل، والشرب، ومقدار النشاط البدني الذي يمارسه الناس متأصل في حياتهم اليومية وعاداتهم. هذه الأشياء تساعد الناس على تحديد من وما هم عليه؛ حيث أن الشعور بالذات مستمد جزئياً من هذه الأنشطة.
الناس يتصرفون في بعض الأحيان بطريقة معاكسة لمصلحتهم بدافع الحب، أو الغيرة، أو الخوف، أو الرحمة، أو المتعة. الأمر لا يتعلق فقط بحساب الأرباح والخسائر، فحساب الأرباح والخسائر هو جزء واحد فقط من الطريقة التي يعمل بها العقل البشري.
كما أن الكثير من السلوكيات ينتج عن ردود فعل تلقائية تتحكم فيها حالتنا الذهنية وتحفزها العوامل البيئة.
ويمكن للتغيرات الصغيرة في البيئة المادية أو الاجتماعية أن تجعل سلوكيات معينة أكثر ثباتاً، مثل أن يتم وضع الفواكه والخضروات الطازجة في مقدمة الطعام لتحفيز جعل اختيارات الغذاء الصحية أكثر احتمالًا.
5. الاعتقاد أن الأشخاص يتصرفون دون عقلانية
ما يعتبره البعض غير عقلاني، يعتبره آخرون عقلانيا بدرجة كبيرة.
لا يجوز الحكم على شخص لم يرد الإقلاع عن التدخين بالرغم من إصابته بالربو بأنه جاهل، أو مدمن، أو كليهما، ففي بعض الأحيان يكون لدى الشخص سبب مقنع -بالنسبة له- لعدم الإقلاع عن هذه العادة. وفي أحد الدراسات، وجد أن النساء اللواتي يتعرضن لظروف سيئة في حياتهن وفقر شديد، يخترن التدخين بكامل إرادتهن وينفقون مالهن عليه لأنه الشيء الوحيد الذي يفعلنه في اليوم لإسعاد أنفسهن.
فبنسبة لهؤلاء النساء، التدخين ليس تصرف غير عقلاني
يجب النظر في الدوافع الحقيقية للأشخاص لفعل شيء معين، ويمكن معرفة أسباب الفعل من خلال النظر في الحوادث التي سبقته. وعند معرفة الدوافع قد يسهل العلاج، ولكن يجب اتباع خطوات مدروسة عند القيام بالحملات التوعوية المختلفة.
يوجد العديد من المراجع التي تبين كيف تكون عملية التغيير بالتفصيل مثل المراجع المقدمة من المؤسسة الوطنية للتميز في الرعاية الصحية (بالإنجليزية: National Institution for health and Care Excellence) في إنجلترا.