الغيبوبة هي حالة من عدم الوعي تصيب بعض المرضى بحيث لا يشعرون بالبيئة المحيطة ولا يمكن إيقاظهم من خلال أيّة محفزات، حتى الألم.
تحدث الغيبوبة بسبب حدوث إصابة في الدماغ عند زيادة الضغط به، أو حدوث نزيف فيه، أو عدم وصول الأكسجين إليه، أو تراكم السموم به. هذه الإصابة قد تكون مؤقتة أو دائمة.
يتم علاج الغيبوبة من خلال علاج السبب الذي أدى إليها، فبعض الأسباب من الممكن علاجها، ويمكن أن يستيقظ المريض بعد علاج السبب، وبعض الأسباب لا يوجد سبيل إلى علاجها. في بعض المرات قد يكون الضرر الذي لحق في الدماغ كبيراً لدرجة أن المريض قد لا يستيقظ حتى بعد علاج المسبب.
وكلما زادت مدة الغيبوبة، زاد الضرر الحاصل في الدماغ.
ترتفع نسبة الاستيقاظ من الغيبوبة في حال كان سببها هو التسمم بأحد الأدوية، وتكون نسبة الاستيقاظ من غيبوبة في حال كان سببها التعرض إلى إصابة في الرأس أعلى من نسبة الاستيقاظ من غيبوبة سببها نقص وصول الأكسجين إلى الدماغ.
حاول الأطباء والباحثون طويلاً اكتشاف ماذا يشعر المريض أثناء الغيبوبة، وذلك من خلال دراسة عدد من المرضى الذين أُصيبوا بتلف في الدماغ نتيجة التعرض لحادثة معينة، أو المصابين بالتهابات شديدة في الدماغ أدت إلى دخولهم في غيبوبة.
في أحد الصحف الروسية تم نشر مقال يتحدث عن دراسات أُجريت على المرضى أثناء الغيبوبة، وأشارت أحد هذه الدراسات إلى مريضة تبلغ من العمر 26 عاماً دخلت في غيبوبة نتيجة وجود التهابات في الدماغ، وكانت الحالة ميؤسٌ منها، ولكن تم إجراء تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني لدماغ المريضة ولاحظ الأطباء وجود بعض ردود الأفعال والاستجابة في الدماغ. بعد ذلك قرر الأطباء إعطاء الأدوية ومحاولة علاج الالتهاب الموجود في دماغ المريضة.
بعد 6 شهور، استيقظت المريضة وقالت أنها خلال الغيبوبة كانت تشعر بالعطش الشديد ولكن لا تدري كيف تطلب الماء، كما قالت أنها كانت تشعر بالخوف والذعر من قيام الأطباء بفحوصات عديدة لها دون التواصل معها ومعرفتها لما يحصل، واعترفت المريضة أنها حاولت الإنتحار خلال الغيبوبة من خلال قطع أنفاسها، ولكن ذلك لم ينجح.