.
أظهرت الأبحاث السابقة أن القيام بنشاط بدني بسيط- والذي يمكن أن يشمل الأعمال المنزلية أو الاعتناء بالحدائق- يمكن أن يساعد في حماية صحة الدماغ وصحة القلب والأوعية الدموية، من بين فوائد أخرى.
وقد وجدت دراسة رصدية حديثة، استخدمت بيانات عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، صلة بين انخفاض خطر الوفاة لأسباب مختلفة وممارسة النشاط البدني المعتدل.
وتعاون في إجراء هذه الدراسة باحثون من جامعة شاندونغ في جينان، في الصين، وفرع جامعة تكساس الطبي في جالفيستون، وجامعة مينيسوتا في مينيابوليس، وباحثون من مؤسسات بحثية أخرى.
يشير البحث- الذي تم نشر نتائجه مؤخراً في المجلة البريطانية للطب الرياضي– إلى أن الأشخاص الذين يقضون فترة قصيرة كل أسبوع في ممارسة النشاط البدني معرضون لخطر الوفاة الناجمة عن الاعتلالات القلبية الوعائية، والسرطان، وأسباب أخرى، بدرجةٍ أقل.
في الوقت نفسه، لاحظ مؤلفو الدراسة أن ممارسة الأنشطة الأقوى، بما في ذلك الجري وركوب الدراجات، يمكن أن تؤدي إلى تحقيق فوائد صحية أكثر أهمية.
وقد قام الباحثون بتحليل البيانات التي تم جمعها من خلال المقابلات التي يتم إجراؤها عبر استطلاعات مؤسسات الصحة الوطنية– وهي عبارة عن سلسلة من الدراسات الاستقصائية السنوية التي تطلب من الناس في الولايات المتحدة الأمريكية تقديم معلومات حول عاداتهم الصحية وأسلوب حياتهم.
نظر المؤلف الرئيسي للدراسة مين تشاو وزملاؤه في المعلومات التي تم جمعها في الفترة الممتدة بين عامي 1997 و2008 من 88140 شخصاً بالغاً في الولايات المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 40 و85 عاماً. وقاموا أيضاً بجمع تلك البيانات، التي تشير إلى الممارسات الصحية والنشاط البدني، والمعلومات من سجلات الوفيات الوطنية، والمتاحة حتى نهاية عام 2011.
وقد قدّر فريق البحث أن ممارسة دقيقة واحدة من التمرينات القوية تعادل دقيقتين من النشاط المعتدل الشدة، مثل القيام بأعمال العناية بالحدائق، أو الرقص، أو الذهاب في نزهة سريعة.
ووجد الباحثون أنه على عكس الأشخاص الذين كانوا خمولين جداً، فإن الأفراد الذين مارسوا نشاطاً بدنياً معتدلًا لمدة تتراوح بين 10 و59 دقيقة أسبوعياً كانوا أقل عرضةً للوفاة الناجمة عن جميع الأسباب بنسبة 18 في المئة.
وحقق الأشخاص الذين مارسوا نشاطًا بدنيًا معتدلاً لفترة أطول قليلاً- ما بين 150 و299 دقيقة أسبوعياً- انخفاضاً حاداً في التعرض بخطر الوفاة لجميع الأسباب، بنسبة 31 في المئة.
لاحظ الباحثون ارتباطات مماثلة بين زيادة مستويات النشاط البدني وخطر الوفاة المرتبطة بالسرطان.
ومع ذلك ، لاحظ الباحثون أن ممارسة الأنشطة البدنية لفترة أطول من 1500 دقيقة أسبوعياً لم يحقق أي فوائد إضافية في هذا الصدد.
وعلى الرغم من اعتراف المؤلفين بأن هذه كانت دراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها تحديد العلاقات بين السبب والنتيجة، إلا أن العدد الكبير للأفراد المشاركين في الدراسة والنتائج الحالية التي توصلوا إليها تدعم المفاهيم الموجودة حول فوائد ممارسة النشاط البدني المعتدل.
وخلص الباحثون إلى أنه “بافتراض العلاقة السببية التي تمت ملاحظتها، فإن المستويات المنخفضة والعالية من [النشاط البدني] لها آثار مفيدة على مخاطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب“.