.#شركة_المبدع_العلمي
وأشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية في خبرها إلى أن المركب الذي تم تطويره حديثًا، والمعروف باسم AT121، قد يكون لديه قدرة على تسكين الألم بنفس قوة المسكنات العادية، ولكن دون أن تكون مصحوبة بمشاعر النشوة التي تقود إلى الإدمان.
وأوضح الخبر أنه تم اختبار العقار بنجاح على الجرذان والقرود، ويقوم الفريق بإجراء اختبارات السلامة النهائية قبل بدء التجارب على البشر.
وقالت “نورولين زافيري”، وهي عضو في الفريق الذي طور الدواء في شركة “أسترايا ثيرابيوتكس” ، ومقرها في كاليفورنيا: “تعتبر المواد الأفيونية أكثر وسائل تخفيف الألم فعالية”.
وتابعت مستدركة بالقول: “لكن لسوء الحظ يترافق مع فعالية هذه المسكنات في تخفيف الآلام، أعراض جانبية عدة ومنها الإدمان والتي يمكن أن تصل بالشخص لأن يأخذ جرعة زائدة قاتلة”.
وقد وصل إدمان المواد الأفيونية إلى أزمة في العديد من البلدان، لا سيما في الولايات المتحدة حيث مات أكثر من 60 ألف شخص بعد تعاطي جرعات زائدة في عام 2016.
ووصف دونالد ترامب هذا الوباء بأنه حالة طوارئ صحية عامة، وتتزايد المخاوف بشأن استخدام العقاقير الطبية في المملكة المتحدة وغيرها من دول العالم.
وخلق هذا الأمر حافزا قويا لتطوير عقاقير بديلة تخفف الألم ولكن بدون خطر الاعتماد على المدى الطويل.
وكانت تكمن مشكلة المواد الأفيونية في أنها تعمل عن طريق الارتباط بمجموعة من المستقبلات في الدماغ، والتي تقوم بمنع الألم، ولكنها بنفس الوقت تعمل على إثارة مشاعر المتعة التي تجعل الناس يريدون أخذ المزيد منها.
بالمقابل حين يستهدف المركب الجديد AT121، نفس المجموعة من المستقبلات، والمعروفة باسم “المستقبلات الأفيونية”، فإنه يستهدف بشكل إضافي مجموعة ثانية تسمى مستقبلات nociceptin، والتي تشارك في السلوكيات الغريزية والعاطفية، هذا الاستهداف الثنائي للنوعين من المستقبلات، يساهم في تخفيف الألم وبنفس الوقت منع عنصر المتعة المؤدي بالنهاية للإدمان.
وقال الباحثون: “عندما تم إعطاء مركب AT121 للقرود بجرعات أقل بمئة مرة من المورفين، أعطى نفس الفعالية في تخفيف الألم، وحينما تم منعه عن القرود لم يبحثوا عنه أو يصبحوا مدمنين عليه”.
وعلى النقيض من ذلك، كانت الحيوانات تطلب كميات زائدة من المسكن، ولكن العلماء وضعوا سقفا أعلى للجرعة حتى لا تموت هذه الحيوانات بجرعة زائدة.
وأكد “زافيري” في ختام حديثه للصحيفة أن “المركب الجديد يفتقر إلى بعض الآثار الجانبية للمواد الأفيونية الأخرى التي يعاني منها المرضى، مثل الحكة وصعوبات التنفس التي قد تنتج عن تعاطي المخدرات مثل المورفين”.
يُذكر أن الباحثين قالوا إن خطوتهم التالية هي إجراء تقييم شامل لسلامة الدواء قبل الانتقال إلى التجارب السريرية.