أكدت دراسة طبية حديثة على العلاقة الوثيقة بين أمراض اللثة وزيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان بين النساء في سن اليأس، حتى بين السيدات اللاتي لم يدخن أبدا.

وقال الباحثون في جامعة “نورث شور”الأمريكية، إن ما يسمى بأمراض اللثة ارتبط بزيادة خطر الإصابة بنوع من السرطان بنسبة 14%، إلا الخطر الأكبر هو الإصابة بسرطان المرىء الذي تصل فرص الإصابة به إلى ثلاث مرات بين النساء الأكبر سنا اللاتي أصبن بأمراض اللثة، بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت أمراض اللثة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرئة والمرارة والجلد والثدي.

وقال الباحث الرئيسي “جان واكتوسكي”:”يمكن أن توفر هذه النتائج هدفا جديدا لاختبار التدخل من أجل الوقاية من السرطان – العناية بالفم وعلاج أمراض اللثة والوقاية منها” ، مشيرا إلى أنه بالنسبة للنساء اللاتي لم يدخن أبدا ولكن أصبن بأمراض اللثة، فإن سرطانات أخرى، مثل سرطان الجلد ارتبطت بمخاطر أعلى .. وعلى الرغم من ارتباط أمراض اللثة بأمراض القلب، إلا أنه لا يعرف السبب الحقيقي الذي قد يكون مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

ومع ذلك ، هناك احتمال حقيقي لالتهابات محلية ونظامية ناجمة عن البكتيريا فى تجويف الفم تصل إلى مواقع أخرى من خلال عملية البلع أو الاستنشاق، فضلا عن البكتيريا التي تدخل مجرى الدم من خلال أنسجة الفم.

وفي محاولة لإثبات هذه العلاقة، قام الباحثون بجمع بيانات قرابة 66.000 سيدة تراوحت أعمارهن ما بين 54 – 84 عاما، شاركن في الدراسة الرصدية لمبادرة صحة المرأة.

وأعربت النساء المشاركات في الدراسة عن معاناتهن من أمراض لثة في الاستبانات التي أجريت بين عامي 1999 – 2003 ،ليتم رصد نتائج الإصابة بالسرطان مع مطلع سبتمبر 2013، وعلى مدى فترة المتابعة التي استمرت قرابة الثماني سنوات، نجح الباحثون في تشخيص ما يقرب من 7,200 حالة سرطان.

ووفقا للدكتورة “ستيفاني بيرنيك”، رئيس قسم جراحة الأورام ، في مستشفى”لينكوكس هيل” في مدينة “نيويورك” فإن النتائج المتوصل إليها تشير إلى وجود علاقة ما بين التهابات وأمراض اللثة وبين زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان ، إلا أنها أكدت أيضا على وجود حالة ملحة لمواصلة البحث والدراسة لكشف النقاب عن المزيد من خفايا هذه العلاقة “.